Khaled Sleem

إدراك الذات

Self Reliance

إدراك الذات

تمتد رحلة العمر و تنتهي وقد لا يصل الإنسان إلى إدراك الذات و لا تعرف النفس ماهيتها. و نتيجة ذلك بعد عن الطريق و تخبط يفقد الحياة هدوءها و سلامتها. إن عظمة الانسان لا يمكن أن يصنعها تقليد أو سير على درب العامة. لم يبني أرسطو نظرياته التربوية مقتبسا من غيره أو يتعلمها في أكاديميات عالمية. و لكن كانت خلاصة فكره هو، و لم تكن مدينة افلاطون الفاضلة نسخة من إبداع غيره. إن ادراك الذات يتحقق عندما تكون قادرا على التمييز بين الخير و الشر. و أن يسخرك الله لنشر المحبة و السلام و كل قيمة من شأنها إصلاح المجتمعات. إن الله لن يسمح بأن يحمل رسالته الأشرار و لا ينال من حكمته مرضى القلوب

Transcentental

الفيلسوف المتعالي

     منذ سنوات قرأت مقالة مطولة تحمل فكر عميق، يسعدني أن استعرضها و يشاركني فيها البعض. قد تشاركني بالتأييد أو الاختلاف. فإن كان تأييدا فلنتعاون في نشرها و إن كان اختلافا ، فأسعد بالتعليق بالأسفل

 من أجمل ما قرأت مقالة للفيلسوف الأمريكي رالف إميرسون موسس حركة الفيلسوف المترفع في سنة ١٨٣٦ و التي واجهت انتقادات كبيرة في ذلك الوقت، نظرا لكونها فكر جديد ينتقد الجمود الذي خيم على هذه الحقلة من الزمن

Self Reliance

إدراك الذات

كتب امرسون مقاله المطول سنة 1940 بعنوان “إدراك الذات” و من خلاله وضع الخطوط و الأسس لفلسفته. فالفيلسوف المترفع أو المتعالي هو ذاك الشخص الواعي الذي يشبه الوتد لا تحركه الأهواء و لا يسير بسياسة القطيع، يستمد معرفته من تحليلات نفسه و تأملات ذاته. هو شخص لا يسير في ركاب حزب و لا فكر مجتمع أو يحسب على طائفه. هو كيان بذاته يستنبط معرفته من فطرة و تأمل حيث أن رالف يعتقد أن المعرفة تنبع من الذات. كما أنني أعرج على كلامه بأن الحكمة لا تدرس بجامعات أو أكاديميات متخصصه و إنما هي هبة من الله يؤتيها من يشاء

Kinds of People

أقسام الناس

يقسم امرسون الأفراد لقسمين: شخص ممتثل و هو الشخص الذي يتبنى أفكار غيره؛ دون التفكير في صحتها و قد يروج لإرهاصات و يتعصب لفريق دون أن يفكر في الحكمة من تعصبه. هذا النوع من الناس يفتقد الإبداع و لن يدرك ذاته مهما طال العمر و هو متوافق مع المجتمع و لا يخرج عن كونه متبع. 

القسم الثاني و هو الشخص المتفرد و هو شخص مفكر و مبدع و غير متحيز. هذا الشخص يعتمد على ذاته و يرى في نفسه القدرة التي تغنيه عن الأخر. الحقيقة داخل نفسه و الصواب يمكن الوصول إليه بالتأمل و التعمق في حقيقة الأشياء

Absolute Truth

المعرفة الحقة

المعرفة الحقيقية عند امرسون موجودة داخل النفس، يمكن أن تتحقق بالتأمل. فالإنسان نفخة من ربه و الحكمة تأتي مع الخلوة و لذلك نجد ان أكثر المبدعين انطوائيون لأنهم بعيدين عن التشتت. هذا وقد استشهد امرسون في مقالته بالنبي محمد – صلى الله عليه و سلم – عندما كان دائم الذهاب إلى غار حراء حيث يختلي ويفكر في أحوال قومه و لا يقبل بمعتقد العامة

ما يقع على الأفراد يقع على الأمم: فهناك امة تعتمد على الآخرين و لا تستطيع أن تعتمد على نفسها. فهي لا أن تتحكم في قراراتها لأنها متداخله. و  لأنها لم تستطع بناء نفسها من الداخل. و بالتالي هي تعاني كثير من المشكلات. و لذلك فهي تشجع كل ما من شأنه اثارة العامة و توجيه البسطاء. أما الصنف الثاني من الأمم هي التي تكتفي بنفسها و تفكر من داخلها و تجتهد كي تمتلك كل مقومات الحياة من غذاء و دواء و سلاح. أمه قادرة علي تحمل تبعات الحياة، قادرة على حل مشكلاتها دون الاعتماد على أحد. و لنا في تاريخ الشعوب عبرة

 من هذا السرد نستخلص ان هذه الحركة تعلي من قيمة الفرد و تدافع عن حريته و استقلال رأيه و تشجعه على الأبداع، كما أنها تدعو الأمم أن تنال حظ وافر من الاستقلالية و الانخراط في صنع متطلباتها. دون الحاجة إلى طلب المساعدة من الآخر. خلق الله الانسان و أعطاه حرية الايمان و الكفر. لنا جوارح تحركها العقول . لنا قلوب من حقها الحب و الغض. ليس من حق أحد أن يرسم طريق أحد لأن الخالق اهدانا التفكر و التأمل الذي يقود إلي الحق المبين و الخير المطلق

و أخيرا، أقول أنني لا اتبنى فلسفة أو حركة، و لكن استعرضت قبس من فكر ليس بالضرورة نسير على منواله. لكن يمكن أن نبتكر الفكر و نصنع واقعنا الذي يناسب احوالنا و يتمشى مع إمكانياتنا

بقلم/ خالد سليم